عيون نبي الله سيدنا موسى عليه السلام
مادبا
سيدنا موسى بن عمران عليه السلام كليم الله تعالى من ذرية سبط لاوي بن سيدنا يعقوب ابن سيدنا إسحاق بن سيدنا إبراهيم عليه السلام، وهو من أولي العزم من الرسل، وكانت أصل تربيته عند امرأة فرعون في قصر فرعون وكنفه برعاية الله سبحانه وحفظه له، وذلك لأن فرعون كان يقتل أولاد بني إسرائيل فوضعته أمه في صندوق وألقته في النهر فالتقطه جند فرعون فجاءوا به إلى القصر فربته زوجة فرعون، ثم بعثه الله نبياً وتحدى فرعون وجمع فرعون له السحرة فألقوا حبالهم وعصيهم فتخيل الناس أنها حيات فأمره الله أن يلقي عصاه فالتقفت حبال وعصي السحرة فآمنوا جميعاً، ثم هاجر سيدنا موسى إلى مدين وتعرف بسيدنا شعيب عليه السلام فزوجه ابنته، ثم عاد إلى مصر ليواجه فرعون هو وأخوه الأكبر النبي سيدنا هارون عليه السلام، فوعظا فرعون فلم يستجب فرعون وادّعى الربوبية والألوهية، فانطلق سيدنا موسى ببني إسرائيل فلحقهم فرعون وجيشه فأمره الله تعالى أن يضرب البحر الذي هو نهر النيل فانفلق البحر فعبره سيدنا موسى وقومه ولما دخل البحر فرعون وجنوده أطبق البحر عليهم فغرقوا وأهلكهم الله تعالى.
وأنزل الله عليه الصحف المسماة ( صحف موسى ) والتوراة. عاش مائة وعشرين سنة، وهو مذكور في القرآن الكريم (136) مرة، قال تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ قُلْ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ} الأنعام: 91.
عن الموقع
عيون سيدنا موسى عليه السلام . هي منطقة أثريّة ودينيّة ذات ينابيع تقع في محافظة مادبا وسط الأردن، على مسافة عشرة كيلو مترات من مدينة مادبا، بالقرب من جبل نيبو، في الوادي المحاذي له وبالتحديد إلى الشمال الشرقي من الجبل. ترجع التسمية في النصوص الشرعية والتاريخية بأن سيدنا موسى عليه السلام قد ضرب الصخر بعصاه فانفجرت منه اثنتا عشرة عين ماء فأسقى قومه منها. وقد ذكر الله تعالى قصة سيدنا موسى عليه السلام في القرآن الكريم ، قال تعالى : {وَإِذْ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ}.
ويقال إن عيون الماء الموجودة في منطقة (عيون موسى) في منطقة مادبا عددها أثنتا عشر عيناً، وهذه البقعة هي عبارة عن منطقة منخفضة ومناخها معتدل شتاءً وحار صيفًا وهي شبه غورية، ويوجد بها أشجار وينابيع متعددة، ويوجد فيها أكثر من ست كنائس بيزنطية وآثار قصور قديمة. وتشير بعض المصادر التاريخية إلى أن سيدنا النبي إيليا (مار الياس) عليه السلام أقام فيها بعد مطاردته من خصومه وهروبه إليها بعد مكوثه في قرية سالم القريبة من عيون موسى إلى الغرب الجنوبي. أما الآن فهي منطقة زراعية يُزرع فيها الزيتون والرمان والعنب والفاكهة، ويتوافد الزوار إلى المنطقة من كل الديانات لرؤية آثارها وموقعها.